قال الدكتور محمد فتحى البرادعى وزير الإسكان، إن هناك مخططات أوروبية،
لمشروعات لاستيراد الكهرباء من مصر، اعتمادا على نعمة المولى عز وجل لنا
بالطاقة الشمسية، مضيفا: هناك طموحات علمية حقيقية، تؤكد على أن مصر مقبلة
على مرحلة مبشرة، بمساعدة مقدراتها، وهو ما خرجنا منه بعد ثورة 25 يناير،
وهو أن لدينا مقدرات، نستطيع أن نقوم بتفعيلها.
وأكد الدكتور محمد فتحى البرادعى، على أن الجدل الموجود فى المجتمع حول
جدوى مشروع توشكى، سببه، أنه لم يكن ضمن إستراتيجية متكاملة للوطن، ولم يكن
مطروحا مع طرح آخر لمشروعات تهدف لتنمية سيناء والصحراء الشرقية والصحراء
الغربية.
وتابع البرادعى خلال فعاليات الجلسة الثامنة من مؤتمر رؤى نحو نهضة مصر،
والذى تقيمه جمعية المعماريين بالمسرح الصغير بالأوبرا:لم يكن لدينا مخطط
إستراتيجى واضح لمقدرات التنمية لكل هذا الوطن، ولو كان هذا المخطط موضوعا،
لربما جاءت توشكى، فى إحدى خططها التالية.
ورفض البرادعى السياسات التخطيطية الخاطئة التى كانت تعتمد على قرارات
فردية قبل الثورة، مضيفا: يجب أن يحكمنا التصور الشامل لخريطة التنمية فى
مصر، وهو ما يجعلنا قادرون على تحديد أولوياتنا.
ودعا البرادعى إلى أن تكون لدينا خريطة كاملة، لكل الوطن، يتم عبرها،
وضع مشروعات، يتم تنفيذها عبر خطط خمسية، وهو ما سيجعلنا نعرف، كيف سيكون
عليه الوطن فى المستقبل. وأكد البرادعى على أن الأجيال لا يمكن أن تعيش
بدون أحلام، مشيرا إلى ضرورة تدريس خريطة الحلم، فى مدارسنا، لتعرف الأجيال
القادمة، أماكنها فى مصر، خلال السنوات القادمة، وكى يستطيع الطالب الذى
يدرس اليوم فى الابتدائى، أن مكانه سيكون فى سيناء، أو فى الساحل الشمالى،
أو فى الصحارى الشرقية أو الغربية، ومن حق طبيعى لكل مواطن، أن يرى وطنه
وكيف سيكون عليه بعد سنوات.
ودعا البرادعى إلى عدم الحديث عن أى مشروع، إلا بعد أنتهاءه، مشيرا إلى
أن هناك ضرورة لإعادة الاعتبار للبحث العلمى فى مصر، مضيفا: فنحن لدينا
ثروات هائلة فى مصر، والكل يتحدث ، ويدلى بتصريحات وشعارات، لكن المسألة لم
تعد تحتمل أى شعارات، نحن نحتاج لبحث علمى، حقيقى.
وأشار البرادعى إلى الإحباطات المتتالية لدى المصريين، من كم التصريحات
التى تتناول " تكاليف الأغذية" قائلا: مهمة أساسية للمخططين أن يخلصونا من
هذا الأحباط، وأن يرسلوا رسائل حقيقية، تؤكد على أن الوطن يتسع لنا، وأن
هناك خطط تنمية حقيقية، مضيفا: هذا هو التوجه الحقيقى للحكومة الحالية، أن
نأخذ بأسباب علمية، ووضع المخططات العلمية، لكن من الخطورة أن نترك الناس
هائمة، ومش عارفة رايحه فين.
وأكد وزير الإسكان أن الفترة القصيرة، التى جاءت فيها الوزارة، لا تكفى
لبناء ألف وحدة سكنية، لتسكين آلاف الأسر التى تعانى ، مشيرا إلى أن هناك
حاجة لتنمية ، من أجل تحقيق الموارد، اللازمة لبناء المساكن، وقال
البرادعى: العدالة الاجتماعية هى المظلة التى نعمل أسفلها، وحق الناس فى
المأوى، هو حق غير قابل للنقاش، ونحن بحاجة لأن نرقب الموقف، وألا نتراجع
عن أهدافنا، وهو الضمان الوحيد لأن تظل هذه الحكومة فى عطاءها، مضيفا:
عملنا اليومى فى الحكومة، يقول أن هدفنا هو تحقيق العدالة الاجتماعية،
ولكننا بحاجة لمساحة من الثقة، فى إطار من الشرعية، والمتابعات، والرقابة
الشعبية، لأن نوايانا كلها تتجه إلى ذلك.
وتابع البرادعى: كل ما نقوله فى مجلس الوزراء، هو نبض حقيقى للشارع،
وتمنيت كثيرا، أن يتاح كل ما نقوله للشارع، ليتأكد الناس، أننا نعمل من
أجلهم، لكننا بحاجة لإنتهاء القلق، والثقة.
ولفت البرادعى النظر، إلى أن الدراسات الحالية، تؤكد على وجود طموحات
كبيرة، بخصوص التنمية فى منخفض القطارة. ونفى البرادعى أن يكون قد أغلق كل
الملفات القديمة، أو ألقى بأى أوراق قديمة فى الوزراة، مشيرا إلى أن وزارة
الإسكان مليئة بالأفكار، وسوف يعمل عليها، مؤكدا على أن كل ما سبق من
دراسات، موضوعة أمامه، قائلا: لم أقل ولن أقول إننى سأبدأ من الصفر أو
اخترع العجلة.
وأكد البرادعى أنه لم يتطرق حتى الآن لمشروع القاهرة 2050، لأن هناك إهتمام حاليا بموضوع أهم، هو إستراتيجية التنمية.
وتطرق البرادعى إلى الأراضى المزروعة بالألغام، مؤكدا على أن القوات المسلحة، قامت بتطهير 33 ألف فدان، من الألغام.
وأشار البرادعى إلى أن المجتمع يمكن تقسيمه إلى عدد هائل من الشرائح،
أبرزها شريحة محدودة الدخل، والدولة ستدعم هذه الشريحة، بقوة، وستنفذ لها
مشروعات إسكان، لأن الوزارة تقدم الخدمة لمن يحتاجها، ولمن يستحقها،
والمشروع يحمل اسم برنامج الاسكان الاجتماعى، وهذه الشريحة، ستستفيد منه،
أما الشرائح المتميزة فلا سبيل لديها إلا المزادات، وسنتيح أراضى للشرائح
الأعلى من شريحة محدودى الدخل، وهى شرائح الأقل من متوسط، والمتوسط، مضيفا:
طالما حققت حماية للشرائح المتوسطة، ومحدودة الدخل، فلن تكون هناك خطورة
من المزادات للشرائح المرتفعة.
وأكد البرادعى على أنه سيعتمد على الوفرة لأن العرض لن يطرح 500 قطعة ،
لكن سيكون هناك وفرة، ستعطى ضمان، مع تحديد السعر، والقرعة، مشيرا إلى أنه
لا يمانع من ركود بعض هذه القطع، مدللا على أنه إذا طرح 100 قطعة، وركد
لديه 20 قطعة، فسيكون قد حقق نجاحا.
وأضاف البرادعى: أنا على يقين بأن المصرى إذا صدقنا، سيصبر علينا، وإذا
آمن بأننا نعمل من أجله، وسنمنحه حقوقه، فسينتظرنا، وهو مالا نستطيع أن
نثبته للناس خلال هذه الفترة القصيرة.
وأشار البرادعى إلى أنه طالب وسائل الإعلام، بأن يعطونا ترف السكوت
قليلا، ولو على الأقل لمدة فترة، قائلا: إذا تكلمنا هيقولوا دا كلام، وإذا
سكتنا، يقولوا الوزير راح فين، مشيرا إلى رغبته فى ضبط تصريحاته الإعلامية،
خصوصا أن الدراسات لم تزل مستمرة، من أجل التنمية، وخططها.
وقال البرادعى: لم يعد هناك وقت يضيع على الوطن، ولسنا على إستعداد
للمزيد من التجريب فى الشعب المصرى، كفاه ما حدث طوال الفترة الماضية.